<$BlogMetaData$>

 

 

مهاطرات انسان

لكل انسان هدف وحلم يتمني ان يتحقق في يوم من الايام وانا حلمي ان اكون انسان ان اشعر بمن حولي وان اساعد كل من يحتاج لمساعدتي هذا كل املي في الحياة ان ارسم بسمة علي شفاه كثر الحزن عليها

Hi5 graphics

 

Sunday, July 6, 2008

 

سائق الاتوبيس


تلك تجربتي .. أنا .. سائق الأتوبيس رقم 28 الحياة
أسطر لكم من خلال مشواري الطويل ووقوفي الكثير المتكرر في المحطات التي استقبل ركابها واودعهم كل يوم ولم التفت يوماً ما
ما هو المغزى من وقوفي المتكرر كل محطة لأودع راكب واستقبل آخر؟ لماذا لا أسير في طريقي مستمراً في خطاي لا التفت لأحد ولا أقف لغيره لا ادري لماذا افعل ذلك وكأنه روتين يومي افعله كل صباح مثل الكثير من موظفي الحكومة وراء المكاتب؟
ذات يوم وأنا في طريقي للعمل بعد أن رشفت من كوب الشاي الخاص بي ما يحلو لي وما يعمر الدماغ التي أدمنت مذاقه وكأنها لساني وليست دماغي ودخان سيجارتي يملئ المكان سرحت قليلاً فإذا بي أجد آني لست بسائق أتوبيس غير عادي بل أنا سائق من نوعاً خاص لنوعاً خاص من الأتوبيسات "أتوبيس الحياة" المرقم برقم 27؟
وتجربتي هي ليست تجربة شخصية فقط أكثر منها تجربة عامة لمعظمنا تجعلنا في النهاية كلنا سائقي نفس الأتوبيس مع اختلاف رقمه وتشابه اسمه
لم يتوقف احدنا – سائقي الأتوبيسات – يوماً ليفكر في تلك المهنة الغريبة التي نمتهنها علي الرغم من أن أكثرنا لا يعرف أي شيء عن قيادة الدرجات فما بالك بقيادة أتوبيس لم نفكر يوماً ما هو المغزى من نزول راكب وصعود غيره؟
أحياناً يصعد راكب وينزل غيره وأوقات أخري ينزل أكثر من راكب ولا يصعد احد وأحيان أخري ينزل أكثر من راكب ويصعد أكثر من غيره، وأحيان أخري لا ينزل أي راكب لكن يصعد راكب أو أكثر وأوقات أخري لا ينزل ولا يصعد احد كل ذلك الاختلاف ومع ذلك تتعجب للتشابه الغريب بيننا وهو الوقوف المتكرر عند كل محطة سواء نزل أو صعد أو لم ينزل أو لم يصعد احد
أحياناً تكون محطة الراكب النازل أو الصاعد طويلة أو قصيرة الوقت لكن في النهاية لابد من الوصول لمحطته لابد من الوصول للنزول الأخير
الأعجب في كل ذلك أن السائق والراكب لا يدرون أي شيء عن أي شيء فالسائق لا يدري أين محطة نزول أي راكب وأي وقت سوف يصلها ولا الراكب يدري نهاية محطة السائق. وهكذا تدور الحياة والأحداث مع الراكب والأتوبيس ليودع كل منهم الأخر في محطته ويستقبل غيره وأحياناً تختلف لحظة الوداع فبعضها تكون مصحوبة بدموع وألم، وأخري تكون مصحوبة بابتسامة وأمل للقاء آخر، وأخري تكون بدون سابق إنذار لا تدري أين ومتي بدأت ولا انتهت، وأخيرة تكون خالية من أي رد فعل فكما بدأت انتهت
فهنا تجد الراكب يضحك ويمرح مع سائق الاتوبيس وأخر يبكي ويحزن وثالث يصمت ويفكر ولا ينطق ورابع ينام ولا يفعل ولا ينتبه لأي شيء إلا للحظة الوصول لمحطته وأخر يتشاجر وأخير يسرق ويخدع ويظلم ويخون وغيرهم يخلص ويوفي وفي النهاية الكل يصل للمحطة الأخيرة للوصول. ليبقي الأتوبيس فارغاً خالياً من أي شيء كامناً في مكانه وحيداً لا يدري احد عنه شيء ولا يشاركه ليله وأوقات فراغه احد ولا يسمع أنينه احد سوا دقات قلبه ونفسه وذلك حال كلاً منا كلنا نفس السائق
ذلك حال قلوبنا وحياتنا

النهايــــــــة

0 Comments:

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home

 
Powered by Blogger
Subscribe to
Posts [Atom]