ما اكثر الاشياء سخرية بنا وما اغرب الاقدار في حياتنا فقد تكون سائر في طريق وتراه طوال الوقت وفجأة تكتشف انك لا تراه فقد كنت تمر بحلم غريب تفسيره. فقد كنت لا تري شيئا وانت تسير وتري ما لا يراه غيرك وتجد نفسك في هبوط للاسفل وكأن ما مر بحياتك قد قرأته في قصة او رأيته في أحد الأفلام وليس حياتك الحقيقية تقف وقتها عاجزا عن التعبير وعن الصراخ لا تجد سوا الصمت اسمي معاني التعبير عن تلك اللحظات فقد كنت تعيش في زمن غير الزمن فقد عشت الزمن قبل ان يأتي رأيت المستقبل قبل ان يراك وذلك ليس بشرك بالله ولا شىء من هذا القبيل ليس له علاقة بالاديان والغيب بل هو مجرد توقع او تخمين فعل لم يسبق حدوثه سوف يحدث. تخيل انك تسابق الزمن وتكسر الوقت لتنقذ ما يجب انقاذه في الوقت المناسب. ماذا سيكون احساسك لحظة الفشل والالم ..؟ وماذا سيكون رد فعلك ..؟ ماذا لو استطعت ان تغير ما رايته ..؟ بإعادة مراجعة حساباتك وترتيب افكارك للحفاظ علي الحياة دون الوقوع في اخطاء. كيف تتجنب اخطاء الاخرين قبل حدوثها ..؟ وكيف تمنعمهم من ارتكابها ..؟ ماذا لو استطعت ان تري ما سوف يحدث بعد دقيقتين ..؟ وكيف ستتمكن من السيطرة عليه وتجنب حدوثه ..؟ ماذا لو كانت حبيبتك او عزيز عليك وقريب من قلبك من سيحدث معه ما سوف يحدث بعد دقيقتين ..؟ ماذا ستفعل والزمن مستمر في تقدمه وسباقك للزمن مستمر ..؟ ماذا لو تري ما لا يراه احد ولا يستطيع غيرك ان يراه ..؟!!! لقد مر بخيالي احساس غريب ذات يوم وانا جالس مع المخلوق الغريب الذي لا اجد له صفة او مسمي اطلقه عليه فهو ليس بصاحب وليس بصديق ولا ليس بأخ او قريب فهو غير ذلك لست اجد مسمي او صفة يتصف بها في قاموس الحياة فهو اسمي من ان يوصف بصديق او اخ او غير ذلك مر بخيالي احساس الالم الذي اعيشه ما حقيقته وما فحواه وجدت ان آلمي أقوي وأكبر من سبب الألم الحقيقي. فماذا لو كان ألمك نابع من ألم غيرك وجعلك تتناسي ألمك الحقيقي وتغرق في الألم الأكبر.؟ فأنت قد تتألم لفراق حبيب أو لضياع حلم ولكنك لن تقف ولن تعجز عن الحب وعن إيجاد أحلام أخري ولكنك قد تعجز عن القيام بأشياء أكثر أهمية من ذلك لن تستطيع أن توقف آلما تراه وتعيشه قبل أن يحدث. ماذا لو صرخت ولم يسمع صراخك احد ..؟ ماذا لو بكيت ولم يري دموعك غيرك ولا يحسها سواك ..؟ ماذا لو وصلت لقمة الألم ولم يشعر بالمك احد ..؟ وقتها ستجد أن الألم يعتصر قلبك وإحساسك وكل كيانك عصرا ويضغط علي جراحك بكل قوة دون رحمة أو شفقة عليك وفي ذلك الوقت رأيت أن من بحياتك بعيد عنك ولم يشعروا بما تمر به والأدهي من ذلك والأقسي إنهم يهاجموك بكل شراسة وبكل عنف ويتهموك بإنك المسئول عن كل ذلك وأن ذلك يعني إنك غير كفء لتحمل المسئولية ويبدأون في توجيه أصابع الإتهام ويصفوك بما ليس فيك. هل تخيلت حجم الألم الذي تعيشه ....؟؟!!!! ألمك ليس لألم غدر أو جرح أو فراق حبيب ألمك الحقيقي لعدم إحساس الاخرين بك وعدم شعورهم بما تعيشه من ألم وحزن ألمك الحقيقي يكمن في نظراتهم إليك ويكمن في أصابعهم الممدودة أمامهم لتشير إليك بأنك لست بأنت ويبدأون في سرد القصص والحكايات عن أشهر ما قمت به من جرائم وفظائع لم تقم بها بل أصابعهم هي التي قامت بها عندما هاجموك وسلبوا منك أغلي ما تملك سلبوا منك ما لا قد تجده عند غيرك من البشر

سلبوا منك الاحساس